قصتنا بلشت من أول اجتماع اداري ركزنا فيه على مراجعة شؤون الجودة وسلامة المرضى ومنه قررنا إنه من الضروري نرفع ونحسّن جودة الخدمات المقدمة في مستشفى الحياة العام من جميع النواحي لتتماشى مع المتطلبات العالمية، سواء خدمات طبية وتمريضية وموارد بشرية او تعقيم وضبط عدوى وسلامة عامة، وارتأينا انه الطريقة المُثلى هي خوض رحلة الاعتماد، وتزامن هذا القرار مع اصدار مجلس اعتماد المؤسسات الصحية الطبعة الرابعة لمعايير المستشفيات، وعزمنا على خوض الرحلة بمصاعبها وبجمالياتها وكنا أول مستشفى يحقق هذه الشهادة وفق الطبعة الرابعة، ومن يومها لغاية اللحظة ونحن ومرضانا نلمس مستويات أفضل في خدماتنا وجودة أعلى وتمكنا وبحمدالله من قياس رضا أكبر من المرضى والمراجعين.

طبعا منذ افتتاح المستشفى كنا نطّبق الكثير من المعايير ولهذا لم تبدأ رحلتنا من الصفر مع الاعتمادية، بل كان علينا إكمال المسيرة في سبيل تطبيق كافة المعايير الخاصة بتحسين الجودة وسلامة المرضى والعاملين، وهذا ما ساعدنا لتكون الرحلة أبسط مما توقعنا إلا أنها لم تكن سهلة أيضًا.

بدأنا بالتحضيرات لنيل الشهادة، وعملنا على إحداث العديد من التغييرات في آلية عمل الكوادر العاملة في المستشفى.
بدأنا التحضير ولم تكن الأمور سهلة لحدوث التغيير على الكوادر في المستشفى، خصوصًا القديمة منها، وشمل ذلك المرور بمراحل تشكيل اللجان، وكان هناك تحدي في اختيار مسؤولي التحضير للاعتمادية من مسؤول جودة وضبط عدوى وسلامة عامة وتفريغهم بشكل كامل من العمل بالأقسام.
وتم التعاقد مع مركز خاص لتدريب الكوادر والحصول على الدورات المطلوبة حسب معايير الاعتمادية وكانت الإدارة داعمة وبقوة، حيث قررت أن تكون جميع الدورات والديبلومات التدريبية للكوادر على حسابها دون تحمل الموظفين اي تكلفة مادية.

بدأت السياسات والنماذج تخرج من اللجان حسب المعايير بالتعاون مع قسم الجودة وبدأ تدريب الكوادر عليها، وهنا كان تحدي آخر قد واجهنا، وهو أوقات التدريب للكوادر وتجميعهم من الأقسام المختلفة والتغيير المستمر في الكوادر الطبية خصوصًا التمريضية بسبب التعيينات في وزارة الصحة، فقد عملنا بشكل متواصل وجماعي على مدار السنة والنصف وحتى ساعات متأخرة من الليل. تم الإضافة على البنية التحتية للمستشفى من استحداث كراج خاص للمستشفى، وانشاء غرف خاصة لتحضير الأدوية في الأقسام واستحداث غرفة تصنيف المرضى في قسم الطوارئ وإعادة هيكلة قسم التغذية والمصبغة، وغيرها من الاستحداثات الجديدة وكان اهمها توسعة وافتتاح قسم التعقيم المركزي ليكون على أعلى مستوى من تحقيق متطلبات معايير الاعتمادية وكان الافتتاح الكبير للقسم في يوم التغيير.

تم إجراء التقييم النهائي في منتصف شهر آذار لعام 2020، وكان التحضير على قدم وساق للوصول الى يوم التقييم بأعلى مستوى للجاهزية، بدأ التقييم وعلى مدار ثلاثة ايام والحمد لله حصلنا على نتائج عالية فيه، وما أثلج صدورنا في آخر يوم هو مديح أعضاء اللجنة للمستشفى ولمستوى الرعاية الكبير المقدم داخلها. عائلة مستشفى الحياة العام اليوم أصبحت أكثر كفاءة وخبرة، ونعتز ونفتخر بإنجازاتها، وارتقائها بخدمات تواكب أعلى معايير الجودة لتحقيق أفضل مستوى لرعاية للمرضى وللحصول على رضى متلقي الخدمة.