عمّان، 22 تموز 2025
عقد في منتدى الصحة الأردني بوزارة الصحة أمس الاثنين اجتماعا تعريفياً لمديريات الصحة ببرنامج المراكز الصحية الصديقة للمرأة نظمه مجلس اعتماد المؤسسات الصحية بحضور الشركاء في البرنامج وممثلين عن 14 مديرية صحة من وزارة الصحة تحت رعاية عطوفة الدكتور رياض الشياب، مدير إدارة الرعاية الصحية الأولية في الوزارة. حيث يعتبر هذا البرنامج أحد برامج المركز الوطني للعناية بصحة المرأة، وينفذه مجلس اعتماد المؤسسات الصحية بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان.
يهدف البرنامج إلى تطوير جودة الخدمات الصحية المقدمة للمرأة في الرعاية الصحية الأولية، وتعزيز بيئة صحية آمنة تحترم خصوصية المرأة وكرامتها. ويضم البرنامج 32 مقيمًا معتمدًا من مجلس اعتماد المؤسسات الصحية بالإضافة إلى 39 مستشارًا معتمدًا، يعملون بالتعاون مع مديريات الصحة لتعزيز كفاءة الكوادر الصحية وتطوير البنية التحتية للمراكز الصحية بما يتوافق مع معايير الاعتماد ذات الصبغة الوطنية والمعتمدة عالمياً.
يرتكز البرنامج على 53 معيارًا وطنيًا، منها 33 معيارًا جوهريًا و20 عامًا، تضمن تقديم خدمات تراعي الفروقات الجندرية وتستند لأحدث البروتوكولات الصحية، مع تحسين تجهيزات المراكز لتوفير بيئة آمنة ومريحة للمرأة. كما يسعى البرنامج لضمان عدالة الوصول إلى خدمات صحية شاملة للمرأة في جميع مراحل حياتها.
وفي الاجتماع، ألقى الدكتور رياض الشياب كلمة رحب فيها بالحضور وأكد على أهمية البرنامج قائلاً: "صحة المرأة هي استثمار في استقرار الأسرة وازدهار المجتمع وتقدم الوطن. إن التزام وزارة الصحة بتنفيذ هذا البرنامج وفق أعلى المعايير يعكس حرص الدولة على توفير بيئة رعاية صحية آمنة وإنسانية تحترم الخصوصية وتُعزز الكرامة."
من جانبها، أكدت الدكتورة هديل السائح على الدور المحوري لمديرية صحة المرأة والطفل في تنفيذ البرنامج والتنسيق مع كافة الشركاء لضمان تطبيق معايير الجودة بفعالية. وأشارت إلى أن البرنامج أظهر نتائج واعدة في تحسين رضا المنتفعات ومؤشرات الخدمات، مؤكدة على أهمية التوسع المستمر في تنفيذه.
كما أكدت الدكتورة صفاء العوران أهمية برنامج المراكز الصحية الصديقة للمرأة في تحسين جودة الخدمات المقدمة، معتبرةً إياه خطوة نحو خدمات أكثر شمولية واستجابة لاحتياجات المرأة. وأشارت إلى دور مديرية التطوير المؤسسي وضبط الجودة في متابعة مستوى الخدمات وتطويرها، متطرقةً إلى التحديات التي تواجه المراكز الصحية، مثل الحاجة لغرف متنقلة للرضاعة، وتحسين غرف التعقيم، وإدارة النفايات الطبية، مؤكدة ضرورة إيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لهذه التحديات.
بدورها، عبرت رحمة جبريل، مدير المركز الوطني للعناية بصحة المرأة، عن اعتزازها بالشراكة المتينة بين المركز الوطني ووزارة الصحة وشركائها، ووصفت البرنامج بأنه نموذج للتكامل الوطني الهادف والمستدام في دعم صحة المرأة الأردنية، مشددة على أن "التغيير يبدأ بفكرة صادقة، لكنه لا يتحقق إلا بالتعاون والإيمان والعمل الدؤوب."
من جانبه، أشار الدكتور علي غرابلي، خبير السياسات الصحية في صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، إلى دعم الصندوق المستمر للشركاء الصحيين والتزامه بتعزيز النظام الصحي في الأردن. وأكد أن البرنامج يمثل نموذجًا ناجحًا للتعاون الوطني والدولي، داعيًا إلى توسيع نطاقه ليشمل عددًا أكبر من المراكز لما له من أثر واضح في تحسين جودة الخدمات، وتعزيز انسجامه مع أولويات وزارة الصحة لضمان استدامة نتائجه.
يعد هذا الاجتماع خطوة مهمة في دعم وتعزيز المراكز الصحية الصديقة للمرأة، حيث يجسد البرنامج التزامًا وطنيًا لتحسين جودة خدمات صحة المرأة وتوفير بيئة صحية آمنة تحترم خصوصيتها، وتعزز كرامتها، وصولًا إلى مجتمع أكثر صحة واستقرارًا.

