في خطوة هامة نحو تعزيز جودة الرعاية الصحية للأمهات وحديثي الولادة وبدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان في الأردن، بالتعاون مع مجلس اعتماد المؤسسات الصحية (HCAC)، اقيمت ورشة نقاشية تسلط الضوء على تحديات العمليات القيصرية وتأثيرها على صحة الأمهات في الأردن بعنوان "العمليات القيصرية: بين الضرورة والإفراط"، كجزء من الجهود الوطنية الرامية إلى تحسين خدمات التوليد وحديثي الولادة وتقليل معدلات وفيات الأمهات في الاردن.

تأتي هذه الورشة بتنظيم الكلية الملكية لأطباء النسائية والتوليد - اللجنة التمثيلية الدولية في الأردن (RCOG- IRC in Jordan) بالتعاون مع جمعية الهيئة الأردنية البريطانية لأمراض النساء والولادة، حيث تم افتتاح الورشة بحضور عدد من الخبراء المحليين والدوليين في مجال الصحة الإنجابية، الذين ناقشوا أهمية هذا الموضوع الحيوي بالنسبة للقطاع الصحي في الأردن

افتتحت الورشة بكلمات من الدكتور مازن الزبدة، استشاري أول في أمراض النساء والتوليد ومدير اللجنة التمثيلية الدولية في الأردن للكلية الملكية لأطباء النسائية والتوليد، والسيدة ثائرة الماضي، مديرة الاعتماد في مجلس اعتماد المؤسسات الصحية، والسيد حمير عبد المغني، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في الأردن. حيث أكدّوا في كلماتهم على أهمية الورشة في تعزيز الجهود الوطنية لتقليل وفيات الأمهات، من خلال تسليط الضوء على النتائج المستخلصة من التقييم الوطني الشامل لخدمات التوليد وحديثي الولادة في الأردن.

تضمنت الورشة ثلاثة عروض تقديمية هامة قدمها مجموعة من الخبراء في مجال طب النسائية والتوليد. استعرض الدكتور مازن الزبدة ممارسات الولادة القيصرية عالميًا وتأثيرها على وفيات الأمهات، موضحًا الزيادة الكبيرة في العمليات القيصرية عالميًا وما ينجم عنها من مخاطر صحية. من جانبه، تحدث البروفيسور باسل عبيدات عن الوضع في الأردن، مشيرًا إلى ارتفاع معدلات الولادات القيصرية وأهمية اتخاذ إجراءات لتقليصها. كما تناول الدكتور ماهر المعايطة تأثير الولادات القيصرية على وفيات الأمهات في المملكة، مؤكدًا العلاقة المباشرة بين الزيادة في هذه العمليات والمضاعفات الصحية التي تؤثر على حياة الأمهات.

وتطرقت العروض إلى تزايد معدلات الولادات القيصرية في الأردن، حيث كشفت نتائج تقرير التقييم الوطني الشامل لخدمات التوليد وحديثي الولادة في الأردن، والذي صدر عام 2023، عن ارتفاع نسب العمليات القيصرية.  حيثسجلت العمليات القيصرية 41% من إجمالي الولادات في المؤسسات الخاصة، و39% في المؤسسات العامة خلال العام 2022 ، مما يثير قلقًا كبيرًا حول تأثير ذلك على صحة الأمهات. كما أظهرت البيانات أن 31% من النساء اللواتي خضعن للولادة القيصرية لم يسبق لهن الولادة من قبل. وأن 75% من الولادات القيصرية تمت قبل بدء المخاض في 66 مؤسسة صحية في المملكة.

وفي ختام الورشة، شدد المشاركون على ضرورة اتخاذ خطوات فعّالة للحد من معدلات العمليات القيصرية الزائدة، من خلال تبني استراتيجيات طبية وصحية تهدف إلى تحسين صحة الأمهات وحديثي الولادة في المملكة. وأكدوا على أهمية رفع الوعي بين مقدمي الرعاية الصحية والمجتمع حول المخاطر الصحية المرتبطة بالولادة القيصرية غير الضرورية، بالإضافة إلى تعزيز التدريب الطبي وتطوير السياسات الصحية التي تدعم اتخاذ القرارات السليمة في حالات الولادة. كما دعوا إلى تعزيز التنسيق بين الجهات الصحية المختلفة لتحقيق بيئة صحية آمنة للأمهات والمواليد الجدد، مما يسهم في تحقيق أهداف المملكة في تقليل وفيات الأمهات وتحسين جودة الرعاية الصحية في هذا المجال الحيوي.