مركز الإعلام

سلامة مرضى السرطان أساس

مقابلة السيدة نسرين قطامش

1.  ما هي برأيك الآثار التي ترتبت على مرضى السرطان أثناء جائحة كوفيد-19، ما هي أبرز المخاطر وسبل الحماية التي يعايشونها؟ وكيف تصفين تجربة استمرارية رعاية مرضى السرطان في ظل الجائحة (سبل الاستمرارية، تحديات الاستمرارية، كيفية تجاوزها، والتطلعات المستقبلية..الخ)؟

لم يكن مرضى السرطان بمنأى عن تداعيات جائحة كوفيد-19 العالمية، ففي ظل الظروف الراهنة ومع التباعد الاجتماعي والإجراءات والقرارت التي تم اتخاذها للتصدي لهذا الوباء، اتبعت مؤسسة ومركز الحسين للسرطان نهج استباقي متعدد الإتجاهات في إدارة الأزمة منذ بداية اجراءات الحظر الشامل  وشكلت لجنة طوارئ  مركزية تحت إشراف المدير العام في المؤسسة والمركز . وتم اتخاذ جُملة من الإجراءات التي وضعت مرضانا وسلامتهم وعلاجهم كأولوية في مجالات مختلفة ، أهمها:

•  استمرارية تقديم الخدمات العلاجية للمرضى: من خلال تقديم خدمة العيادات عن بُعد بمعدل 200 عيادة يوميا و التي أتاحت لمرضانا البقاء على اتصال مع أطبائهم دون انقطاع. كما قدم المركز خدمة توصيل الأدوية لأكثر من 300 وصفة طبية يوميا إلى بيوت المرضى ولضمان عدم انقطاع المرضى عن أي جرعة من جرعاتهم، كما وتم تقديم الاستشارات من خلال ثلاثة خطوط ساخنة تعمل غلى مدار ال 24 الساعة، وتوسيع نطاق برنامج الرعاية المنزلية للمرضى الذين تتطلب حالاتهم ذلك من خلال 8 أفرقة متخصصة تقوم كل منها ب 7 زيارات يومية للمرضى في كافة المحافظات.  وحرصاً على عدم انقطاع الخدمات العلاجية عن المرضى ووصولهم لمقدمي الخدمات عملت المؤسسة على تسكين 350 شخص  من الكوادر الطبية الضرورية في محيط المركز خلال فترة الحظر الشامل .  ولضمان استمرارية الخدمات تم تفعيل اجراءات التزويد الإستراتيجي لشراء كميات إضافية من الأدوية اللازمة ومواد الحماية الشخصية ومكافحة العدوى للحفاظ على مخزون آمن  خلال الجائحة. ودعمت المؤسسة جهود المركز من خلال استقطاب التبرعات المادية والعينية التي سهلت تنفيذ خطة الطوارىء المعمول بها. كما تم التنسيق مع عدد كبير من الشركات ومؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني لتوفير خدمات توصيل المرضى للمركز بما يتجاوز أكثر من 1400 رحلة بالإضافة للتنسيق لحملات مكثفة للتبرع بالدم للحفاظ على مخزون آمن خلال فترة الجائحة. وعلى صعيد السياسات الصحية تم التنسيق مع أجهزة الدولة المختلفة للتعديل المؤقت لبغض السياسات الصحية بما يضمن عدم انقطاع الخدمات الطبية عن المرضى ومنها سياسات التجديد التلقائي للإعفاءات الطبية وسياسات صرف أدوية العناية التلطيفية وغيرها  

•  وحرصاً على سلامة المرضى والموظفين واستمرار التوفير الآمن للخدمات تم تطبيق مجموعة من إجراءات السلامة العامة بما في ذلك تعديل اجراءات سير العمل  وتدفق المرضى وتأسيس  محطات فحص في  مختلف مرافق المركز وتعديل اجراءات جدولة المواعيد وزيارة المرضى بما يحقق التباعد الإجتماعي المطلوب.

•  أما فيما يتعلق بالكشف المبكر عن السرطان، فقد اضطر العديد من الناس إلى تأجيل فحوصات الكشف المبكر تجنباً للاختلاط أو بسبب توقف الخدمة المؤقت في العديد من أماكن تقديم الخدمة، وبالتالي أدى إلى تأخر اكتشاف العديد من حالات السرطان، ليصبح العلاج أكثر صعوبة وتَوَغُّلًا، كون اكتشاف السرطان في مرحلة مبكرة يؤدي إلى تسهيل علاجه وتحسين النتائج.

•  وعلى صعيد التوعية، استمرت مؤسسة الحسين للسرطان في تنظيم حملات تهدف إلى التوعية بمرض السرطان وكيفية الوقاية منه كالمعتاد. كما أدت المؤسسة في الفترة الماضية دوراً في مجال  توعية المجتمع ومرضى السرطان بأمور متعلقة بكوفيد-19، منها ضرورة أخذ اللقاح، وأهمية الالتزام بارتداء الكمامة، وغيرها من الأمور التي تشغل بال الناس حالياً.

2. تتجه الأولوية نحو التطعيم ضد فيروس كوفيد-19 إلى تطعيم كبار السن ومرضى نقص المناعة، كيف تعبرّين عن تجربة مرضى السرطان في التطعيم وما هي أبرز توصياتك لدعمهم في هذه المرحلة؟

• إن لقاح كوفيد-19 المصرح باستخدامه آمن وموصى به لمرضى السرطان والناجين منه، لكن يفضل استشارة الطبيب قبل أخذه لتقييم الحالة الصحية، لا سيما إذا كانوا ما زالوا قيد العلاج الكيماوي أو المناعي أو إجراء زراعة نخاع عظم، وفي حال خضعوا لعملية جراحية، يفضل الانتظار لمدة أسبوعين قبل أخذ اللقاح.

• وأؤكد على ضرورة التواصل عن قرب من الطبيب لتقييم كل حالة على حدة.

3. كررتِ في أكثر من مرة دعمك لضرورة تواجد أنظمة جودة داخل كل مؤسسة صحية، ما هي أبرز انعكاساتك لأثر هذه الأنظمة ولرحلة الاعتمادية ككل على نوعية ومستوى الخدمات المقدمة للمرضى ككل بشكل عام ولمرضى السرطان بشكل خاص؟

• إن أنظمة ضبط الجودة في أي مؤسسة كفيلة بضمان الكفاءة في العمل والتطوير المستمر للخدمات المقدمة، وإن وجودها تزيد من قدرة المؤسسات الصحية والطبية على التعامل مع كافة حالات الطوارئ بطريقة منظمة وشاملة.

• ويقوم نهج العمل في مركز الحسين للسرطان على ضمان الجودة في كافة التفاصيل، مما أثمر عن الحصول على عدة اعتمادات دولية تؤكد التزامه بأعلى معايير الجودة في تقديم خدماته الشمولية لمرضى السرطان. من أبرز هذه الاعتمادات:

• اعتماد اللجنة الدولية المشتركة (JCI) كمركز متخصّص في علاج السرطان بصورة محددة.

• اعتماد شهادة التميز في التمريض (MAGNET) من مركز الاعتماد الأمريكي للتمريض ANCC.

• الاعتماد الدولي للأبحاث السريرية (AAHRPP).

4. هل لمستم أي من أنواع التأثير بسبب الجائحة على حجم الخدمات المقدمة للمرضى الوافدين من الإقليم وما هي خطة التحسين -إن وجدت-؟

• مع استمرار فرض الإجراءات الاحترازية، وقيود السفر في العديد من الدول، بالتأكيد تأثرت أعداد المراجعين من خارج البلاد.

• لكن، استمر عمل مركز الحسين للسرطان ضمن إطار منظومة السياحة العلاجية، عن طريق مكتب المرضى الدوليين المتواجد في مركز الحسين للسرطان، والذي يقدم العديد من الخدمات للمرضى العرب والدوليين منها تقديم الاستشارات الطبية للمرضى من خارج الأردن، ومواصلة خدمة المرضى القادرين على القدوم إلى الأردن بتلبية احتياجاتهم العلاجية واللوجستية، وتسهيل كافة الإجراءات اللازمة قبل وبعد الوصول إلى الأردن.نتطلع إلى أن تكون الأشهر القليلة المقبلة أفضل من حيث القدرة على التنقل والسفر، لا سيما مع كافة الإجراءات المتخذة في الأردن نحو صيف آمن إن شاء الله.

5. ما هي أولويات المرحلة الحالية وأهم التوصيات التي تقدمها السيدة قطامش للمجتمع والعائلات الأردنية اليوم؟

• لا شك في أن أنظار العالم التفتت نحو الجائحة، ولكن مع تطور العلم وأخذ الاحتياطات اللازمة، ستنتهي هذه الجائحة بإذن الله. نصيحتي للجميع هي الإسراع بأخذ المطعوم، والاستمرار بالالتزام بارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي.

• وأود أيضاً أن أوجه رسالة للجميع بأن لا ينسوا قضية السرطان، فالحقيقة الثابتة هي أن السرطان لا ينتظر، ونشهد تحدياته منذ سنوات طويلة، وأرقام المرضى في ازدياد مستمر، وهذه الأرقام تمثّل حياة للكثيرين، لذا أتمنى أن يبادر كل فرد وكل مؤسسة بدعم جهود مؤسسة الحسين للسرطان لنتمكن من تحقيق أهدافنا الإنسانية.

السيدة نسرين قطامش

مدير عام مؤسسة الحسين للسرطان

print